تاريخ المجموعة الكشفية الأرثوذكسية في بيت جالا هو شهادة حية على التزامنا الراسخ بالإيمان، والتقاليد، وخدمة المجتمع. بدأت رحلتنا في عام 1956، عندما اجتمعت لجنة الدين الأرثوذكسي مع حوالي 20 شابًا متحمسًا يحملون رؤية مشتركة -تأسيس فرقة كشفية تخدم الكنيسة وتحافظ على النظام خلال المناسبات الدينية المهمة. رغم قلة الأعضاء والموارد، بدأنا هذه المسيرة بعزيمة وإصرار.
بحلول عام 1962، شهدت فرقنا الكشفية تطورًا ملحوظًا، وامتد تأثيرها ليشمل منطقة بيت لحم بأكملها، مما أدى إلى تأسيس اتحاد الفرق الكشفية الأرثوذكسية، والذي تم تزويده بلوائح تنظيمية داخلية وبرامج تدريبية متكاملة لأعضائنا.
ومع ذلك، شكلت حرب عام 1967 تحديًا كبيرًا، مما أدى إلى تعليق أنشطة المجموعة مؤقتا. لكن في عام 1970، فتحت الفرق الكشفية الأرثوذكسية العربية في بيت جالا أبوابها مجددًا للشباب من الجنسين في المدينة. وبحلول عام 1984، نما عدد أعضائنا ليصل إلى حوالي 250 فردًا متفانيًا في خدمة المجتمع.
لطالما لعبت الحركة الكشفية في فلسطين، بما في ذلك فرق بيت جالا الكشفية، دورًا نشطًا في خدمة المجتمع. قمنا بتطوير أنشطة مستمرة تتماشى مع مبادئنا وأهدافنا، مع تركيز قوي على المناسبات الدينية. كانت المخيمات الكشفية، التي تضمنت أنشطة ترفيهية وأعمالًا تطوعية، بالإضافة إلى مشاركة المجموعة في الفعاليات والدورات التدريبية الخارجية، جزءًا أساسيًا من التزامنا الدائم.
نحن في المجموعة فخورون جدًا بدورنا الريادي في تدريب القادة الكشفيين. من خلال المعسكرات التدريبية المحلية والوطنية، قمنا بصقل مهارات العديد من الأفراد وتعزيز قدراتهم القيادية. كما أن جوقة الموسيقى لدينا شاركت في العديد من المناسبات الوطنية، مما يعكس التزامنا بتراثنا الثقافي والموسيقي في فلسطين.
من أبرز إنجازاتنا تأسيس فرقة القِرَب الكشفية الأرثوذكسية في بيت جالا، والتي تم تمويلها بسخاء من أبناء الجالية في التشيلي. هذه الفرقة، التي تحمل اسم داعميها، أصبحت عنصرًا أساسيًا في المشهد الموسيقي الوطني. لقد مثلتنا في العديد من الفعاليات الموسيقية في فلسطين، وساهمت بشكل كبير في تنمية المهارات الاجتماعية والسلوكية لدى شبابنا.
في صميم رسالتنا، نؤمن بأن النشاط الكشفي ليس مجرد هواية، بل أسلوب حياة. نحن نشجع شبابنا على احتضان دورهم كأعضاء فاعلين ومشاركين في المجتمع. من خلال العمل التطوعي في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، يتعلم الكشافة لدينا المعنى الحقيقي للعطاء والمساهمة في رفاه مدينتهم ووطنهم.
ندعو مجتمعنا المحلي وسكان بيت جالا في المهجر لاستكشاف تاريخنا العريق، وأنشطتنا الاجتماعية والدينية النابضة بالحياة، والدور الذي تلعبه كشافتنا في بناء مستقبل أقوى لبيت جالا. انضموا إلينا في هذه المسيرة المستمرة من التقاليد والإيمان وخدمة المجتمع. معًا، نصنع مستقبلًا أكثر إشراقًا لمدينتنا الحبيبة ولفلسطيننا العزيزة.
في عام 2005، أنشأت جمعية الإحسان الأرثوذكسية العربية لجنة المريض في بيت جالا، والتي أصبحت على مر السنوات مبادرة إنسانية رائدة تحظى بدعم من العديد من المؤسسات الخيرية الأخرى في المدينة. اليوم، نأخذكم خلف الكواليس لتسليط الضوء على العمل القيّم الذي تقوم به لجنة المريض والتزامها بدعم الفئات الأكثر ضعفًا في مجتمعنا.
تعمل لجنة المريض من قلب مقر جمعية الإحسان الأرثوذكسية العربية، مما يضمن الشفافية في التقارير المالية وتسهيل الاجتماعات الدورية وفق أنظمة داخلية منظمة. تُعقد هذه الاجتماعات شهريًا أو عند الحاجة، حيث تُوضع فيها الخطط والاستراتيجيات لضمان تحسين حياة المرضى المحتاجين وتقديم المساعدة لهم بأفضل الطرق الممكنة.
تسترشد لجنة المريض بمجموعة من المبادئ التي تضمن وصول المساعدات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، دون أي تمييز. يتم اعتماد إجراءات عمل قياسية صارمة لتقييم الأهلية للمساعدات بدقة وشفافية. كل ثلاث سنوات، يتم اختيار أعضاء اللجنة بعناية من قبل المؤسسات التأسيسية لضمان وجود فريق متخصص وملتزم بأهداف اللجنة الإنسانية.
لا تعمل لجنة المريض وحدها في هذه المهمة النبيلة، بل تحظى بدعم من عدة مؤسسات خيرية في بيت جالا، منها جمعية رعاية المسنين، جمعية رعاية المرأة والطفل، بيت القديس نيقولاوس للمسنين، أمناء الكنائس الأرثوذكسية، لجنة السيدات التابعة لجمعية الإحسان الأرثوذكسية العربية، جمعية القديس منصور دي بول، والكنيسة اللوثرية الإنجيلية. تسهم هذه المؤسسات في دعم صندوق المريض سنويًا، ولكن تبقى الموارد المتاحة محدودة مقارنة بحجم الطلبات المتزايدة للمساعدة.
تدعو لجنة المريض جميع أصحاب القلوب الرحيمة والمحسنين، سواء محليًا أو من خارج البلاد، للمساهمة في دعم هذه القضية الإنسانية. إن الطلب على الدعم يفوق بكثير الموارد المتاحة، مما يجعل كل مساهمة – مهما كانت صغيرة – ذات أثر كبير في حياة المحتاجين.
في معظم الحالات، يمكن لصندوق المريض توفير دعم جزئي لضمان الاستجابة لأكبر عدد ممكن من الطلبات. يتم تقييم جميع الحالات الصحية والاجتماعية بعناية من قبل أخصائيين اجتماعيين محترفين، ثم تخضع للمراجعة الدقيقة من قبل اللجنة قبل اتخاذ القرار بشأن تقديم المساعدة.
في قلب بيت جالا، برزت مجموعة من النساء الاستثنائيات كركيزة أساسية للدعم والرحمة داخل المجتمع. رغم محدودية الموارد المتاحة، التزمت لجنة السيدات التابعة لجمعية الإحسان الأرثوذكسية العربية بمسيرة العمل الخيري بلا كلل أو ملل.
تتألف لجنة السيدات من أفراد مخلصين وشغوفين يقودون رسالة الجمعية لتحسين حياة الناس. يتركز عملهم بشكل أساسي على دعم العائلات التي تواجه مشكلات صحية أو اجتماعية، وغالبًا ما تكون من الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع. تمتاز هؤلاء النساء بروابطهن العميقة مع مجتمع بيت جالا، مما يمنحهن القدرة الفريدة على تقييم احتياجات العائلات والدفاع عن حقوق من يمرون بظروف صعبة.
تعتبر الروابط العميقة التي تربط لجنة السيدات بمجتمع بيت جالا من أهم عوامل نجاحها. على مر السنين، تمكنت هذه اللجنة من بناء الثقة من خلال مشاركتها الفاعلة في مختلف الأنشطة المجتمعية. تتيح لهم هذه العلاقة القوية التعرف على العائلات المحتاجة بشكل سري، مما يضمن وصول الدعم إلى من هم بأمس الحاجة إليه. ويتجاوز دورهم توزيع المساعدات ليشمل تقديم الدعم العاطفي والوقوف إلى جانب الناس في أوقات الشدة.
إلى جانب العمل الإنساني، تلعب لجنة السيدات دورًا حيويًا في التطوير الروحي والتعليمي للمجتمع. فهي المسؤولة عن تنظيم مدرسة الأحد، حيث تُزرع قيم الإيمان المسيحي في نفوس الأجيال الناشئة في أرض مليئة بالتحديات. ومن خلال تعزيز الإيمان وغرس القيم النبيلة، يساهم عملهم في تنمية الجوانب الأخلاقية والروحية لدى الشباب، مما يعزز من صمود المجتمع في مواجهة التحديات.
بعيدًا عن أدوارها الاجتماعية والدينية الحيوية، تُعرف لجنة السيدات بتنظيمها للعديد من الفعاليات الاجتماعية نيابة عن جمعية الإحسان الأرثوذكسية العربية. تسهم هذه الفعاليات في جلب الفرح والترفيه لسكان بيت جالا، وتعزز من روح الوحدة والتكاتف بينهم. ومن خلال الاحتفالات والتجمعات، يضخون الأمل والإيجابية في نفوس الناس، مذكّرين الجميع بأنه حتى في أوقات الشدة، يوجد دائمًا مجال للسعادة والاحتفال.
تُعد لجنة السيدات في جمعية الإحسان الأرثوذكسية العربية في بيت جالا مثالًا ساطعًا على التأثير التحولي الذي يمكن لمجموعة مخلصة من الأفراد أن تُحدثه في مجتمعهم. إن التزامهن الثابت بدعم العائلات المحتاجة، وتعزيز العلاقات المجتمعية، والمشاركة الفعالة في الأنشطة الدينية والاجتماعية، هو شهادة على شخصيتهن المميزة. من خلال أفعالهن، يخففن من معاناة الآخرين ويبنين مجتمعًا قويًا ومتماسكًا يسوده التضامن والإيمان. إنهن منارات أمل في عالم قد يشوبه الاضطراب، يجسدن روح الخدمة وبناء المجتمع.
تأسس المركز الثقافي والتعليمي الأرثوذكسي عام 2002 ليكون حجر الأساس في التزامنا بتعزيز الإيمان المسيحي العميق لدى أطفالنا وتنشئتهم على القيم الروحية السليمة.
يقع المركز بالقرب من كنيسة القديس نيقولاوس في بيت جالا، داخل مبنى تاريخي يعود لعائلة الأب الراحل قسطنطين زيادة. هذا المكان، الذي أصبح اليوم مكرسًا لنمو الجيل الجديد فكريًا وروحيًا، يعكس التزامنا بتوفير بيئة تعليمية وإيمانية ملهمة.
بدأت رحلة المركز برؤية واضحة تهدف إلى تمكين أطفالنا من فهم الإيمان المسيحي بطريقة عميقة وهادفة، ليكون مرشدًا لهم طوال حياتهم. وقد تحققت هذه الرؤية بفضل سخاء أبناء جاليتنا في المهجر، الذين لم يكتفوا بشراء هذا المبنى التاريخي، بل قاموا أيضًا بتمويل عمليات ترميمه، ليصبح شاهدًا على وحدة مجتمعنا وتفانيه في خدمة أجياله القادمة.
في قلب المركز الثقافي والتعليمي الأرثوذكسي تكمن رسالة عظيمة: غرس المبادئ الأساسية للمسيحية في نفوس أطفالنا. فببناء أساس إيماني قوي، لا نساهم فقط في تشكيل أفراد أفضل، بل نعمل أيضًا على دعم مجتمعنا المسيحي الصغير وتعزيز دوره في المجتمع الفلسطيني الأوسع.
ندعوكم لاكتشاف ما يقدمه مركزنا، بدءًا من الدروس الدينية الغنية بالمعلومات، وصولًا إلى المبادرات المجتمعية التي تعزز الترابط بين أفراده. معًا، يمكننا تنشئة جيل من المواطنين المؤمنين والمسؤولين، القادرين على المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعنا المسيحي والمجتمع الفلسطيني ككل.
في المركز الثقافي والتعليمي الأرثوذكسي، نحن لا نرعى العقول الشابة فحسب، بل نرعى أيضًا مستقبل مجتمعنا وأمتنا. مرحبًا بكم في مكان يجتمع فيه الإيمان والمعرفة والمسؤولية المدنية لصناعة غدٍ أكثر إشراقًا.